/**

إعلان

Header Ads

قصة الكنة و العجوز

اهلا
السلام عليكم اصدقاء مدونة التعليم بوخشم مريم 
قصتنا لليوم   بعنوان الكنة و العجوز و الغراب 
اتمنى ان تنالل اعجابكم 
قراءة ممتعة 
                
أحداث القصة جرت قبل بضع كان هناك بيت بسيط يحتوي صرخات مكتومة لأم تتعذب من سوء معاملة كنتها .
كانت الأم طيبة محبة لابنها مشفقة على كنتها التي تتآكل روحها شرا و خبثا و الابن البار مثل أمه كان طيبا يحرص على سعادة امه حزينا على الروح الناقمة لزوجته سيئة الخلق مع أمه الطيبة .فكر في حل يريح والدته العزيزة من شرور الكنة فاهتدى الى حل تمثل في بناء بيت صغير و جميل لمن حملته و ربته يتيما . فتفنن في جعل ذلك البيت قادرا على حمل الراحة و الطمأنينة للام الحبيبة.
صبرت الأم على الفراق المؤقت و حاولت إيجاد الراحة بعيدا عن حيل الكنة الشريرة التي لا تمل من اختراع الفظيع منها.
تألم الابن لهذه الحالة ولكن عزاءه كان في راحة البال التي كانت تسكن روح الأم التي عبثا حاولت أن تفهم لماذا كل ذلك الأذى الذي تتلقاه من الكنة التي أكرمها الله بزوج شهم ووفي و حماة لا تنتظر من الدنيا إلا سعادة من حولها  .
حرص الابن البار على راحة أمه الحبيبة و صحتها فكان يوصي زوجته بضرورة الاعتناء بغذاء أمه و كان يشرف بنفسه عندما يكون في البيت على اختيار أحسن الموجود و أغلى المتوفر و ألذ المطبوخ.
وكان يطلب من زوجته أن تحمل الطعام لأمه إلى حيث هي .
عندما كانت الكنة تحضر مائدة الأكل كان الابن الطيب يحرص شخصيا على أن يكون من نصيب الأم أحسن قطعة لحم و يضعه بنفسه على طبق أمه و يختار أنضج فاكهة و ألذها لتحلي فم أمه الغالية الصبورة.
شرور الكنة تمادى إلى الطمع في لقيمات تتغذى بها الأم الكتومة فكانت الكنة تستولي كخفاش على قطعة اللحم و الفاكهة
و تحمل الكنة طبق الأكل بكل قسوة الدنيا خاليا مما يقوي صحة العجوز الحزينة لمقدار الشر الذي تنشره الكنة المقيتة.
و بحكمة دامية فضلت الأم كتمان الأمر عن ابنها عندما يسألها هل أعجبتها قطعة اللحم و الفاكهة.
ملأت الآلام و الحسرة حياة الأم الطيبة و حملت روحها المرهفة أكثر من طاقتها خصوصا أمام جبروت و تعالي الكنة .
كان الابن الطيب فور عودته من عمله متعبا يسارع إلى حضن أمه الرحيم يشم عبق حنانها و يسمع قلبها يدق تسبيحات
و دعوات له بالتوفيق و يسألها متلهفا عن صحتها و يطمئن أن زوجته تطيعه فيما يأمرها من الاعتناء بأمه.
وكان يلح بالسؤال و الأم التي يتفتت قلبها ألما تكابد حتى لا يري ابنها ما لا يسره
و تطمئنه بابتسامة تحمل كل معاني الصبر و الحب تقول له بكلمات تخفي بعناية أية لمحة أو نبرة لحزن.:
اطمئن يا قرة عيني و ليجازيك الله خيرا و بركة. لكن صحة الأم كانت تتدهور و تزداد وهنا على وهن يوما بعد يوم .
في يوم من أيام الله رزقت الكنة بطفل جميل ادخل البهجة على الأب الطيب و شاركته أمه سعادته و هي تصارع المرض
لتحمل حفيدها بين ذراعيها و تبثه هو القادم من عالم الغيب كل المحبة المخزنة في قلبها الطاهر الصبور.
اقام الأب السعيد وليمة شكرا لله و دعا لها كل العائلة و أغدق على الفقراء و المساكين.
تلقت الأم التهاني لميلاد حفيدها الذي أسعدها و زين سماء ايامها حملته ووضعته علي حجرها الطاهر و قبلته و دعت له بالأيمان و الصحة و أردفت دعواتها له بان يرزقه الله زوجة تخشى الله و لا تشبه أمه.
تمر الأيام بمزيد من صبر الأم و بمزيد من التعنت من الكنة وكان الحفيد بهجة في حياة جدته حيث كان قريبا منها
يمضي جل وقته معها يقتبس من نظراتها أشعة الرضى و الطيبة و في حجرها يجد كنوزا من المشاعر المتلألة الدافئة.
كان بارا كوالده يعتني بجدته المريضة و في ذلك أيضا برا بوالده الذي كان سعيدا بحنان ابنه على جدته.
ازدادت معاناة الجدة ليختار الله لها قربه.
سكن الحزن قلب الحفيد الصغير وبكى جدته بدموع حارة لكنه يستغفر الله و لا يطفئ نيران شوقه لرائحة حضن جدته إلا زيارته لقبرها يدعو الله لها و يحدثها كما كان يفعل عندما كانت تبادله الكلمات و المشاعر وكان يضع علي قبرها البارد
زهورا دفأتها أشعة الشمس علها تنقل لها وهي عند من لا يظلم عنده احد حرارة دموع قلبه.
تمر السنوات و الحفيد ثمرة جميلة لجدة مؤمنة و أب بار وكان على الكنة الشريرة أن تزوج ابنها و كانت تخالجها مشاعر مرعبة من كنة قد تكون قاسية و بنفس أكلها صديد الحقد مثلها .
دعوة الجدة بان يرزق الله الحفيد زوجة صالحة آتت آكلها و كانت زوجة الحفيد بقلب طاهر يخفق محبة للجميع و رحمة وكرم .
لم يصدر عن زوجة الحفيد ما يسيء لحماتها أو لغيرها و رغم ذلك تملك الخوف الكنة التي أساءت بكل أنواع الأذى لحماتها الطيبة وقررت دون سابق إنذار أن تسكن وحدها في نفس البيت الذي كانت تسكن فيه المرحومة حماتها الطيبة.
وعاد المشهد القديم الكنة تأتي إلى الحماة بطبق الأكل و كان الابن البار متفق مع زوجته الفاضلة بان تكون أحسن قطعة لحم و انضج فاكهة و ألذ المطبوخ من نصيب الأم التي قررت لأسباب مجهولة لهم أن تسكن لوحدها .
كانت الكنة الصالحة تقوم بطيب خاطر بما اتفقت عليه مع زوجها لإسعاد حماتها و لكنها كلما همت بالدخول إلى بيت حماتها بطبق الأكل انقض عليه غراب و اخذ قطعة اللحم و الفاكهة.
سأل الابن البار أمه في احدي زياراته لها :
“هل أنت راضية أيتها الغالية بما تطبخه لك كنتك ؟إنها طباخة ماهرة أليس كذلك؟”
ردت أمه دون تردد:
“حقيقة إنها تطبخ جيدا و لكن دائما طبقي منقوص من اللحم و الفاكهة.”
و في لمحة البصر تذكرت ما كانت تفعله في حماتها من أذى و شر و طلبت من ابنها أن لا يعاقب زوجته و لا يخبرها أيضا.
استغرب الابن البار هذا الخبر و أنبه ضميره و لامته نفسه لقلة اعتنائه بوالدته و أسرع إلى زوجته مؤنبا متوعدا .
الكنة تفهمت قلق زوجها و أشفقت عليه و قصت عليه ما كان يحدث لطبق والدته مع الغراب.
ارتعدت فرائس الابن البار و عاد لأمه لاهثا مستفسرا متقصيا .
ردت أمه بالكثير من الأسى و الندم سأقص عليك يا ولدي الحقيقة كاملة:
“عندما كانت جدتك حية كنت اؤذيها بشتى أنواع العذاب ,كنت أسيء معاملتها و كنت كلما أخذت لها طبق الأكل الذي يزينه والدك بأحسن قطعة لحم و انضج فاكهة أسرق منه قطعة اللحم و الفاكهة تماما كما يفعل الغراب اليوم مع طبقي .
لقد كنت ظالمة لها والله اليوم يعاقبني بنفس الطريقة أنني أدعو الله اليوم أن يغفر لي”.
نظر ابنها إليها باستغراب و دهشة و تذكر جدته التي لم تشكو يوما و لم ير في نظراتها يوما إلا الحنان و الدفء و انفجرت عيونه حزنا و ألما عميقا لتحاول امه التخفيف من آهاته المكتومة
ماسحة دموعه الغزيرة مبتسمة في وجهه الحزين:
“إنني يا بني سعيدة بك أنت ابن بار كوالدك و طيب كجدتك و جميل كالأيام التي وهبها الله لك مع زوجة صالحة ستكون نعم الأم لأبنائك. منذ هذا اليوم لم يعد الغراب يحوم حول البيت
ففي الاخي يمكن ان نقول ان عقاب الاحسان اشد عقوبة من العقاب القاسي ، فلا يوجد اسهل من الشر ان نعمله في الاخرين لكن مهما حاولنا ان نكفر عن ذنوبنا قد لا يسامحوننا او قد يكون الاوان فات  لطلب الغفران و المسامحة
لان يوم القيامة سنحاسب امام الملىء  فمن سينقذنا ....
احيانا يعاقبنا الله بالتي هي احسن و هذا اشد العقاب 
وايضا لا يجب ان ننسى ان هذه الدنيا كما تدين تدان و انها سلف و دين  
الى اللقاء مع قصة اخرى 




إرسال تعليق

0 تعليقات